للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

«بعدي أبي بكر وعمر» (١) ، وثبت عنه في صحيح مسلم أنه قال: «إن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا» (٢) .

" إن " شرطية، فعلها " يطيعوا " وجوابها " يرشدوا " إذا ففي طاعة هذين الرجلين رشد لأنهما خليفتا رسول الله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ووزيراه رضي الله عنهما وأرضاهما أقول: في هذا البلد ينبغي أن نكون أمة واحدة ندعو إلى الحق بإذن الله على صراط مستقيم، وإذا رأينا شيئا لا نحقر أنفسنا ونقول: لا نستطيع هؤلاء معاندون هذا خطأ هؤلاء الذي يظهر لنا من حالهم أنهم يريدون الخير لكن ما كل من أراد شيئا وفق له ما كل ما يتمنى المرء يدركه علينا أن نصبر وأن نصابر وأن ندعو بالتي هي أحسن بقدر ما نستطيع، لا نصمت على منكر أو على بدعة، لكننا لا نعنف، لأن الأهواء في هذا الزمان كثرت وكل إنسان يقول: الحق عندي أو عند متبوعي، ولكن إذا أتينا بالحكمة وباللين وبالسهولة وبالبيان المبني على المنقول والمعقول. وإنني بهذه المناسبة أقول: إن تعظيم الناس الآن للمعقول ليس كل الناس ولكن كثيرا منهم يعظمون الدليل العقلي أكثر مما يعظمون الدليل النقلي أو يرجعون بالأصح إلى الدليل العقلي أكثر، ونحن نعلم علم اليقين أن كل ما جاءت به الشريعة فإنه مبني على العقل لكن أي عقل هو؟ العقل الصريح أي السالم من الشبهات والشهوات وليس العقل المشوب بشبهة أو شهوة، بشبهة التبس عليه الحق أو بشهوة ظهرت له ولكن لا يريده فكل ما جاءت به الشريعة فإنه موافق لصريح المعقول ولا شك ولا يمكن أبدا أن يخالفه حتى إني رأيت في


(١) أخرجه الترمذي: كتاب المناقب: باب مناقب أبي بكر وعمر، وابن ماجه في المقدمة: باب فضل أبي بكر الصديق.
(٢) أخرجه مسلم: كتاب المساجد: باب قضاء الصلاة الفائتة.

<<  <  ج: ص:  >  >>