للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السادس: أسماؤه كلها حسنى، وأفعاله صادرة عنها، فالشر ليس إليه فعلا ولا وصفا، وإنما يدخل في مفعولاته البائنة عنه دون فعله الذي هو وصفه.

إحصاء أسماء الله - تعالى- مراتب:

الأولى: إحصاء ألفاظها وعددها.

الثانية: فهم معانيها ومدلولها.

الثالثة: دعاؤه بها وهو مرتبتان:

الأولى: دعاء ثناء وعبادة فلا يكون إلا بها.

الثانية: دعاء مسألة فلا يسأل إلا بها، ولا يجوز يا شيء يا موجود ونحوهما.

السابع: أسماء الله الحسنى لا تدخل تحت حصر ولا عد، كقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك» .. " إلخ. فجعل أسماءه ثلاثة أقسام: ما سمى به نفسه فأظهره لمن شاء من ملائكته وغيرهم، وما أنزل به كتابه، وما استأثر به تبارك وتعالى.

الثامن: من أسمائه ما يطلق عليه مفردا ومقترنا بغيره وهو غالبها كالسميع والبصير ونحوهما، فيسوغ أن يدعى ويثنى عليه ويخبر عنه مفردا ومقرونا، ومنها ما لا يطلق إلا مقرونا بغيره، لكون الكمال لا يحصل إلا به، كالضار، والمنتقم، والمانع، فلا تطلق إلا مقرونة بمقابلها. كالضار النافع والمنتقم العفو والمانع المعطي، إذ كمال التصرف لا يحصل إلا به.

قلت: لكن لو أطلق عليه من ذلك اسم مدح لم يمتنع فيسوغ أن يقال: العفو من دون المنتقم، كما ورد في القرآن الكريم، ومثله النافع والمعطي فإن هذه الأسماء تستلزم المدح والثناء المطلق، بخلاف المانع والمنتقم والضار

<<  <  ج: ص:  >  >>