على أن شيخ الإسلام رحمه الله ينكر تسمية الله بالمنتقم. ويقول: إن هذا لم يرد إلا مقيدا، كقوله تعالى:{إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} ، {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} ، {وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} .
التاسع: الصفات أنواع: صفات كمال، وصفات نقص، وصفات لا تقتضي واحدا منهما وصفات تقتضيهما باعتبارين، والرب- تعالى- منزه عن هذه الثلاثة، موصوف بالأول، وهكذا أسماؤه أسماء كمال، فلا يقوم غيرها مقامها من صفات الإدراكات العليم الخبير دون العاقل الفقيه، السميع البصير، دون السامع الباصر والناظر. ومن صفات الإحسان البر الرحيم، الودود دون (الرفيق) والشفيق ونحوهما. وهكذا سائر الأسماء الحسنى.
العاشر: الإلحاد في أسمائه أنواع.
الأول: أن يسمى به غيره من الأصنام.
الثاني: أن يسمى بما لا يليق بجلاله كتسميته أبا أو علة فاعلة. قلت: ومنه أن يسمى بغير ما سمى به نفسه.
الثالث: وصفه بما ينزه عنه، كقول أخبث اليهود: إنه فقير.
الرابع: تعطيلها عن معانيها وجحد حقائقها، كقول الجهمية: إنها ألفاظ مجردة لا تدل على أوصاف سميع بلا سمع، بصير بلا بصر، وهكذا.
الخامس: تشبيه صفاته بصفات خلقه. تعالى الله عما يقول الملحدون علوا كبيرا.