للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقسم وقع إطلاقه على العبد والرب، كاسم صانع، وفاعل وعامل ومنشئ، ومريد، وقادر.

وأما الخالق المصور فإن استعملا مقيدين أطلقا على العبد، كما يقال لمن قدر في نفسه شيئا: إنه خلقه.

وبهذا الاعتبار صح إطلاق خالق على العبد، في قوله تعالى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} قلت: ووجه ذلك أن الخالقين جمع مفضل عليهم بإضافة اسم التفضيل، ومن المعلوم أنه لا ثم سوى خالق أو مخلوق فإذا كان الخالق أحسن الخالقين كان المفضل عليهم مخلوقين وسماهم الله هنا خالقين. فدل على صحة إطلاق الخالق على المخلوق.

قلت: ومن ذلك قوله تعالى: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في الحديث القدسي: إن الله قال: «ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي» (١) وقوله في الحديث الآخر: «يقال للمصورين: " أحيوا ما خلقتم» . (٢)

هذا وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في الكتاب المذكور ص ١٢١- ١٢٢ عن الإسفرائيني كلاما، قال ابن القيم بعده: قلت: مراده أي الإسفرائيني أن إطلاق لفظ الخلق لا يجوز إلا على الله وحده. ا. هـ. فتأمل ما في قوله: إطلاق لفظ الخلق فإنه يوافق كلامه هنا والله أعلم.


(١) أخرجه البخاري: كتاب اللباس: باب نقض الصور، ومسلم: كتاب اللباس والزينة: باب تحريم تصوير صورة الحيوان.
(٢) أخرجه البخاري: كتاب اللباس: باب من كره القعود على الصور، ومسلم: كتاب اللباس: باب تحريم تصوير صورة الحيوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>