للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلم تسليمًا مزيدًا

ــ

الآل وحدها أو مع الصحب، فإنها تكون بمعنى أتباعه على دينه منذ بعث إلى يوم القيامة ويدل على أن الآل بمعنى الأتباع على الدين قوله تعالى في آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: ٤٦] ، أي: أتباعه على دينه.

أما إذا قرنت بالأتباع، فقيل: آله وأتباعه، فالآل هم المؤمنون من آل البيت، أي: بيت الرسول عليه الصلاة والسلام.

وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لم يذكر الأتباع هنا، قال: " آله وصحبه "، فنقول: آله هم أتباعه على دينه، وصحبه كل من اجتمع بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مؤمنًا به ومات على ذلك.

وعطف الصحب هنا على الآل من باب عطف الخاص على العام؛ لأن الصحبة أخص من مطلق الاتباع.

قوله: " وسلم تسليمًا مزيدًا ": (سلم) فيها السلامة من الآفات، وفي الصلاة حصول الخيرات، فجمع المؤلف في هذه الصيغة بين سؤال الله تعالى أن يحقق لنبيه الخيرات -وأخصها: الثناء عليه في الملأ الأعلى- وأن يزيد عنه الآفات، وكذلك من اتبعه.

والجملة في قوله: " صلى " و" سلم " خبرية لفظًا طلبية معنى؛ لأن المراد بها الدعاء.

قوله: " مزيدًا "؛ بمعنى: زائدًا أو زيادة، والمراد تسليمًا زائدًا على الصلاة، فيكون دعاء آخر بالسلام بعد الصلاة.

والرسول عند أهل العلم: " من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه ".

<<  <  ج: ص:  >  >>