ثم نقول: أي فائدة لنا بنزول الرحمة إلى السماء الدنيا؟
ثم نقول لمن قال: إنه ملك من ملائكته: هل من المعقول أن الملك من ملائكته الله يقول: من يدعوني فأستجيب له ... إلخ؟
فتبين بهذا أن هذه الأقوال تحريف باطل يبطله الحديث.
ووالله؛ ليسوا أعلم بالله من رسول الله، وليسوا أنصح لعباد الله من رسول الله، وليسوا أفصح في قولهم من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
يقولون: كيف تقولون: إن الله ينزل؟ إذا نزل؛ أين العلو؟ وإذا نزل؛ أين الاستواء على العرش؟ إذا نزل؛ فالنزول حركة وانتقال. إذا نزل؛ فالنزول حادث، والحوادث لا تقوم إلا بحادث.
فنقول: هذا جدال بالباطل، وليس بمانع من القول بحقيقة النزول. هل أنتم أعلم بما يستحقه الله عز وجل من أصحاب الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
فأصحاب الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما قالوا هذه الاحتمالات أبدا؛ قالوا: سمعنا وآمنا وقبلنا وصدقنا.