للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آثار رحمته، وهي تترى كل وقت.

ثم نقول: أي فائدة لنا بنزول الرحمة إلى السماء الدنيا؟

ثم نقول لمن قال: إنه ملك من ملائكته: هل من المعقول أن الملك من ملائكته الله يقول: من يدعوني فأستجيب له ... إلخ؟

فتبين بهذا أن هذه الأقوال تحريف باطل يبطله الحديث.

ووالله؛ ليسوا أعلم بالله من رسول الله، وليسوا أنصح لعباد الله من رسول الله، وليسوا أفصح في قولهم من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

يقولون: كيف تقولون: إن الله ينزل؟ إذا نزل؛ أين العلو؟ وإذا نزل؛ أين الاستواء على العرش؟ إذا نزل؛ فالنزول حركة وانتقال. إذا نزل؛ فالنزول حادث، والحوادث لا تقوم إلا بحادث.

فنقول: هذا جدال بالباطل، وليس بمانع من القول بحقيقة النزول. هل أنتم أعلم بما يستحقه الله عز وجل من أصحاب الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟

فأصحاب الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما قالوا هذه الاحتمالات أبدا؛ قالوا: سمعنا وآمنا وقبلنا وصدقنا.

وأنتم أيها الخالفون المخالفون تأتون الآن وتجادلون بالباطل وتقولون: كيف؟ وكيف؟

نحن نقول: ينزل، ولا نتكلم عن استوائه على العرش؛ هل يخلو منه العرش أو لا يخلو؟

أما العلو؛ فنقول: ينزل، ولكنه عال عز وجل على خلقه؛ لأنه ليس

<<  <  ج: ص:  >  >>