للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو سبحانه معهم أينما كانوا، يعلم ما هم عاملون

ــ

والسنة جاءت بالقول والفعل والإقرار وسبق ذكر ذلك.

أما الإجماع فقد أجمع السلف على ذلك وطريق العلم بإجماعهم عدم نقل ضد ما جاء في الكتاب والسنة؛ فإنهم كانوا يقرؤون القرآن وينقلون الأخبار ويعلمون معانيها، ولما لم ينقل عنهم ما يخالف ظاهرها علم أنهم لا يعتقدون سواه وأنهم مجمعون على ذلك، وهذا طريق حسن لإثبات إجماعهم فاستمسك به ينفعك في مواطن كثيرة.

وأما العقل، فمن وجهين:

الوجه الأول: أن العلو صفة كمال، والله تعالى قد ثبت له كل صفات الكمال، فوجب إثبات العلو له سبحانه.

الوجه الثاني: إذا لم يكن عاليا فإما أن يكون تحت أو مساويا وهذا صفة نقص، لأنه يستلزم أن تكون الأشياء فوقه أو مثله، فلزم ثبوت العلو له.

أما الفطرة فلا أحد ينكرها إلا من انحرفت فطرته، فكل إنسان يقول: يا الله، يتجه قلبه إلى السماء، لا ينصرف عنه يمنة ولا يسرة لأن الله تعالى في السماء.

هذا من الإيمان بالله وهو الإيمان بمعيته لخلقه.

وقد سبق أن معية الله تنقسم إلى عامة، وخاصة، وخاصة الخاصة.

فالعامة: التي تشمل كل أحد من مؤمن وكافر، وبر وفاجر ومثالها قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: ٤]

<<  <  ج: ص:  >  >>