بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته، وهو موضوع في السماء، وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان
ــ
للشرع ومخالف للعقل ومخالف للفطرة.
بل: للإضراب الانتقالي. هذا مثل ضربه المؤلف رحمه الله تقريبا للمعنى، وتحقيقا لصحة كون الشيء مع الإنسان حقيقة مع تباعد ما بينهما؛ وذلك أن القمر من أصغر المخلوقات وهو في السماء ومع المسافر وغيره أينما كان.
فإذا كان هذا المخلوق وهو من أصغر المخلوقات، نقول: إنه معنا وهو في السماء ولا يعد ذلك تناقضا ولا يقتضي اختلاطا فلماذا لا يصح أن نجري آيات المعية على ظاهرها، ونقول: هو معنا حقيقة، وإن كان هو في السماء فوق كل شيء؟
وكما قلنا سابقا: لو فرض أن هذا ممتنع في الخلق لكان في الخالق غير ممتنع فالرب عز وجل هو في السماء حقيقة وهو معنا حقيقة ولا تناقض في ذلك، حتى وإن كان بعيدا عز وجل في علوه، فإنه قريب في علوه.
وهذا الذي حققه شيخ الإسلام في كتبه، وقال: إنه لا حاجة إلى أن نؤول الآية بل الآية على ظاهرها، لكن مع اعتقادنا بأن الله تعالى في السماء على عرشه فهو معنا حقا وهو على عرشه حقا، كما نقول: إنه ينزل إلى السماء الدنيا حقا وهو في العلو ولا أحد من أهل السنة ينكر هذا أبدا، كل أهل السنة يقولون: هو ينزل حقا، متفقون على أنه في العلو؛ لأن صفات الخالق ليس مثل صفات المخلوق.
وقد عثرت على تقرير للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله يبين هذا المعنى تماما، أي إن المعية حق على حقيقتها، ولا تستلزم أن يكون مختلطا