للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع عليهم إلى غير ذلك من معاني ربوبيته وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من أنه فوق العرش، وأنه معنا حق على حقيقته، لا يحتاج إلى تحريف، ولكن يصان عن الظنون الكاذبة مثل أن يظن أن ظاهر قوله: {فِي السَّمَاءِ} أن السماء تقله أو تظله وهذا باطل بإجماع أهل العلم والإيمان

ــ

يحتاج أن نقول جاء بذاته؟ وإلى قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ينزل إلى السماء الدنيا هل يحتاج أن نقول ينزل بذاته؟ إننا لا نحتاج إلى ذلك، اللهم إلا في مجادلة من يدعي أنه جاء أمره أو ينزل أمره؛ لرد تحريفه.

يقول رحمه الله: " وهو سبحانه فوق عرشه " مع أنه مع الخلق لكنه فوق عرشه.

يعني: مراقبا حافظا لأقوالهم وأفعالهم وحركاتهم وسكناتهم.

أي: حاكم مسيطر على عباده فله الحكم وإليه يرجع الأمر كله، وأمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.

يعني بذلك ما تضمنه معنى الربوبية من ملك وسلطان وتدبير وغير ذلك فإن معاني الربوبية كثيرة؛ لأن الرب هو الخالق المالك المدبر، وهذه تحمل معاني كثيرة جدا.

. هذه الجملة تأكيد لما سبق، وإنما كرر معنى ما سبق لأهمية الموضوع؛ فبين رحمه الله أن ما ذكره الله من كونه فوق العرش حق على حقيقته، وكذلك ما ذكره من كونه معنا حق على حقيقته لا يحتاج إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>