تحريف يعني: لا يحتاج أن نصرف معنى الفوقية إلى فوقية القدر كما ادعاه أهل التحريف والتعطيل بل هي فوقية ذات وقدر كما لا يحتاج أن نصرف معنى المعية عن ظاهرها، بل نقول: هي حق على ظاهرها، ومن فسرها بغير حقيقتها فهو محرف، لكن ما ورد من تفسيرها بلازمها ومقتضاها وارد عن السلف لحاجة دعت إلى ذلك وهو لا ينافي الحقيقة؛ لأن اللازم الحق حق.
ثم استدرك المؤلف رحمه الله فقال:" ولكن يصان عن الظنون الكاذبة " مثل أن يظن أن ظاهر قوله: {فِي السَّمَاءِ}[الملك: ١٧] أن السماء تقله أو تظله، وهذا باطل بإجماع أهل العلم والإيمان.
الظنون الكاذبة هي الأوهام التي ليس لها أساس من الصحة فيجب أن يصان عنها كلام الله تعالى ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
مثال ذلك أن يظن أن ظاهر قوله:{فِي السَّمَاءِ} أن السماء تقله أي: تحمله كما يحمل سقف البيت من كان على ظهره، أو تظله، يعني تكون فوقه، كالسقف على الإنسان.
إذا ظن الإنسان هذا فهو كاذب يجب صون الأدلة الدالة على أن الله في السماء عن ذلك.
قال المؤلف: وهذا باطل بإجماع أهل العلم والإيمان.
تنبيه:
قد يقول قائل: كان على المؤلف أن يقول: ومثل أن يظن أن ظاهر قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ}[الحديد: ٤] أنه مختلط بالخلق، لأن هذا الظن كاذب أيضا.