قال بعض العلماء: إنهم يفتنون؛ لدخولهم في العموم، ولأنهم إذا سقط التكليف عنهم في حالة الحياة؛ فإن حال الممات تخالف حال الحياة.
وقال بعض العلماء: إن المجانين والصغار لا يسألون؛ لأنهم غير مكلفين، وإذا كانوا غير مكلفين؛ فإنه لا حساب عليهم؛ إذ لا حساب إلا على من كان مكلفا يعاقب على المعاصي، وهؤلاء لا يعاقبون، وليس لهم إلا الثواب؛ إن عملوا عملا صالحا يثابون عليه.
إذًا؛ خرج من قول المؤلف:" فإن الناس ": خمسة أصناف: الأنبياء، والصديقون، والشهداء، والمرابطون، ومن لا عقل له؛ كالمجانين والصبيان.
تنبيه: الناس ثلاثة أقسام: مؤمنون خلص، ومنافقون، وهذان القسمان يفتنون، والثالث كفار خلص؛ ففي فتنتهم خلاف، وقد رجح ابن القيم في كتاب " الروح " أنهم يفتنون.
وهل تسأل الأمم السابقة؟
ذهب بعض العلماء -وهو الصحيح- إلى أنهم يسألون؛ لأنه إذا كانت هذه الأمة -وهي أشرف الأمم- تسأل؛ فمن دونها من باب أولى.
قوله:" في قبورهم ": جمع قبر، وهي مدفن الأموات، والمراد ما هو أعم؛ فيشمل البرزخ، وهو ما بين موت الإنسان وقيام الساعة، سواء دفن الميت أو أكلته السباع في البر أو الحيتان في البحر أو أتلفته الرياح.
والظاهر أن الفتنة لا تكون إلا إذا انتهت الأحوال الدنيوية، وسلم إلى