للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيقال للرجل

ــ

عالم الآخرة؛ فإذا تأخر دفنه يوما أو أكثر؛ لم يكن السؤال حتى يدفن.

قوله: " فيقال للرجل ": القائل ملكان يأتيان إلى الإنسان في قبره، ويجلسانه، ويسألانه، حتى إنه ليسمع قرع نعال المنصرفين عنه، وهما يسألانه، ولهذا كان من هدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أنه إذا دفن الميت؛ وقف عليه، وقال: «استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل» .

وورد في بعض الآثار أن اسمهما: منكر، ونكير.

وأنكر بعض العلماء هذين الاسمين؛ قال: كيف يسمى الملائكة وهم الذين وصفهم الله تعالى بأوصاف الثناء بهذين الاسمين المنكرين، وضعف الحديث الوارد في ذلك.

وذهب آخرون إلى أن الحديث حجة، وأن هذه التسمية ليس لأنهما منكران من حيث ذواتهما، ولكنهما منكران من حيث إن الميت لا يعرفهما، وليس له بهما علم سابق، وقد قال إبراهيم لأضيافه الملائكة: {قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} [الذريات:٢٥] ؛ أنه لا يعرفهم، فهذان منكر ونكير؛ لأنهما غير معروفين للميت.

ثم هذان الملكان هل هما ملكان جديدان، موكلان بأصحاب القبور أو هما الملكان الكاتبان عن اليمين وعن الشمال قعيد؟

منهم من قال: إنهما الملكان اللذان يصحبان المرء؛ فإن لكل إنسان ملكين في الدنيا يكتبان أعماله، وفي القبر يسألانه هذه الأسئلة الثلاثة.

<<  <  ج: ص:  >  >>