للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* اللوح المحفوظ: لا نعرف ماهيته؛ من أي شيء؛ أمن خشب، أم من حديد، أم من ذهب، أم من فضة، أم من زمرد،؟ فالله أعلم بذلك؛ إنما نؤمن بأن هناك لوحا كتب الله فيه مقادير كل شيء، وليس لنا الحق في أن نبحث وراء ذلك، لكن لو جاء في الكتاب والسنة ما يدلنا على شيء؛ فالواجب أن نعتقده.

ووصف بكونه محفوظا؛ لأنه محفوظ من أيدي الخلق؛ فلا يمكن أن يلحق أحد به شيئًا، أو يغير به شيئًا أبدا.

ثانيا: محفوظ من التغيير؛ فالله عز وجل لا يغير فيه شيئًا؛ لأنه كتبه عن علم منه؛ كما سيذكره المؤلف، ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله: " إن المكتوب في اللوح المحفوظ لا يتغير أبدًا "، وإنما يحصل التغيير في الكتب التي بأيدي الملائكة.

* قوله: " مقادير الخلق "؛ أي: مقادير المخلوقات كلها، وظاهر النصوص أنه شمل ما يفعله الإنسان، وما يفعله البهائم، وأنه عام وشامل.

* ولكن؛ هل هذه الكتابة إجمالية أو تفصيلية؟

قد نقول: إننا لا نجزم بأنها تفصيلية أو إجمالية.

فمثلا: القرآن الكريم: هل هو مكتوب في اللوح المحفوظ بهذه الآيات والحروف أو أن المكتوب في اللوح ذكره وأنه سينزل على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنه سيكون نورًا وهدى للناس وما أشبه ذلك؟

ففيه احتمال: إن نظرنا إلى ظاهر النصوص؛ قلنا: إن ظاهرها أن القرآن كله مكتوب جملة وتفصيلا، وإن نظرنا إلى أن الله سبحانه وتعالى يتكلم بالقرآن حين نزوله، قلنا: إن الذي كتب في اللوح المحفوظ ذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>