ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ويعتقدون معنى قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا»
ــ
أي: أطايبها، والكرم من كل شيء هو الطيب منه بحسب ذلك الشيء، ومنه قول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمعاذ:«إياك وكرائم أموالهم» ، حين أمره بأخذ الزكاة من أهل اليمن.
والأخلاق: جمع خلق، وهو الصورة الباطنة في الإنسان، يعني: السجايا والطبائع، فهم يدعون إلى أن يكون الإنسان سريرته كريمة، فيجب الكرم والشجاعة والتحمل من الناس والصبر، وأن يلاقي الناس بوجه طلق وصدر منشرح ونفس مطمئنة، كل هذه من مكارم الأخلاق.
" محاسن الأعمال " هي مما يتعلق بالجوارح، ويشمل الأعمال التعبدية والأعمال غير التعبدية، مثل البيع والشراء والإجارة، حيث يدعون الناس إلى الصدق والنصح في الأعمال كلها، وإلى تجنب الكذب والخيانة، وإذا كانوا يدعون الناس إلى ذلك، فهم بفعله أولى.
هذا الحديث (١) ينبغي أن يكون دائما نصب عيني المؤمن، فأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم من الله ومع عباد الله.
- أما حسن الخلق مع الله، فأن تتلقى أوامره بالقبول والإذعان والانشراح وعدم الملل والضجر، وأن تتلقى أحكامه الكونية بالصبر والرضى وما أشبه ذلك.
- أما حسن الخلق مع الخلق، فقيل: هو بذل الندى، وكف الأذى، وطلاقة الوجه.
(١) رواه أحمد / (٢/ ٢٥٠) ، والترمذي (٢٦١٢) ، وأبو داود (٤٦٨٢) .