بذل الندى، يعني: الكرم، وليس خاصا بالمال، بل بالمال والجاه والنفس، وكل هذا من بذل الندى.
وطلاقة الوجه ضده العبوس.
وكذلك كف الأذى بأن لا يؤذي أحدا لا بالقول ولا بالفعل.
أي: يدعون.
«أن تصل من قطعك» : من الأقارب ممن تجب صلتهم عليك، إذا قطعوك، فصلهم، لا تقل: من وصلني، وصلته! فإن هذا ليس بصلة، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:«ليس الواصل بالمكافئ، إنما الواصل من إذا قطعت رحمه، وصلها» ، فالواصل هو الذي إذا قطعت رحمه، وصلها.
«وسأل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل، فقال: يا رسول الله! إن لي أقارب، أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي! فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم الملل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك» .
«تسفهم المل» ، أي: كأنما تضع التراب أو الرماد الحار في أفواههم.
فأهل السنة والجماعة يندبون إلى أن تصل من قطعك، وأن تصل من وصلك بالأولى، لأن من وصلك وهو قريب، صار له حقان: حق القرابة، وحق المكافأة، لقول النبي عليه الصلاة والسلام:«من صنع إليكم معروفا، فكافئوه» .