قوله:{وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} ، أي المقول له ذا قرابة؛ أي: صاحب قرابة؛ فلا تحابيه لقرابته، فتميل معه على غيره من أجله؛ فاجعل أمرك إلى الله عز وجل الذي خلقك، وأمرك بهذا وإليه سترجع، ويسألك عز وجل ماذا فعلت في هذه الأمانة.
وقد أقسم أشرف الخلق، وسيد ولد آدم، وأعدل البشر؛ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال:«وأيم الله؛ لو أن فاطمة بنت محمد سرقت؛ لقطعت يدها» .
قوله:{وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا} ، قدم المتعلق؛ للاهتمام به، وعهد الله: ما عهد به إلى عباده، وهي عبادته سبحانه وتعالى والقيام بأمره؛ كما قال عز وجل:{وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}[المائدة: ١٢] ، هذا ميثاق من جانب المخلوق، وقوله تعالى:{لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}[المائدة: ١٢] ، هذا من جانب الله عز وجل.
قوله:{ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} ، هذه الآية الكريمة فيها أربع وصايا من الخالق عز وجل: