للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«فقال: (أين علي بن أبي طالب؟) . فقيل هو يشتكي عينيه. فأرسلوا إليه، فأتي به، فبصق في عينيه، ودعا له، فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال: (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم.»

ــ

للكلام عن ظاهره مخالف لإجماع السلف من الصحابة والتابعين وأئمة الهدى من بعدهم، ومحبة الله تعالى ثابتة له حقيقة وهي من صفاته الفعلية، وكل شيء من صفات الله يكون له سبب؛ فهو من الصفات الفعلية، والمحبة لها سبب؛ فقد يبغض الله إنسانًا في وقت ويحبه في وقت لسبب من الأسباب.

قوله: (على يديه) ، أي يفتح خيبر على يديه، وفي ذلك بشارة بالنصر.

قوله: (يدوكون) ، أي: يخوضون، وجملة يدركون خبر بات.

قوله: (غدوا على رسول الله) ، أي: ذهبوا إليه في الغدوة مبكرين، كلهم يرجو أن يعطاها لينال محبة الله ورسوله.

قوله: (فقال: أين علي؟) ، القائل: الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قوله: (يشتكي عينيه) ، أي: يتألم منهما، ولكنه يشتكي إلى الله؛ لأن عينيه مريضة.

وقوله: (فأرسلوا إليه) : بأمر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قوله: (فأتى به) ، كأنه رضي الله عنه قد عمم على عينيه؛ لأن قوله: (أتي به) أي: يقاد.

وقوله: (كأن لم يكن به وجع) ، أي: ليس بهما أثر حمرة ولا غيرها.

قوله: (فبرأ) ، هذا من آيات الله الدالة على قدرته وصدق رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>