السابعة: كونه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- استغفر له فلم يغفر له، بل نهي عن ذلك.
الثامنة: مضرة أصحاب السوء على الإنسان.
ــ
الرافضة، قبحهم الله؛ لأن آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله.
السابعة: كونه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- استغفر له فلم يغفر له، الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقرب الناس أن يجيب الله دعاءه، ومع ذلك اقتضت حكمة الله أن لا يجيب دعاءه لعمه أبي طالب؛ لأن الأمر بيد الله لا بيد الرسول ولا غيره، قال تعالى:{قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ}[آل عمران: ١٥٤] ، وقال تعالى:{وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ}[هود: ١٢٣] ليس لأحد تصرف في هذا الكون إلا رب الكون.
وكذا أمه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يؤذن له في الاستغفار لها؛ فدل على أن أهل الكفر ليسوا أهلا للمغفرة بأي حال، ولا يجاب لنا فيهم، ولا يحل الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة، وإنما يدعى لهم بالهداية وهم أحياء.
الثامنة: مضرة أصحاب السوء على الإنسان، المعنى أنه لولا هذان الرجلان؛ لربما وفق أبو طالب إلى قبول ما عرضه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لكن هؤلاء -والعياذ بالله- ذكراه نعرة الجاهلية ومضرة رفقاء السوء، ليس خاصا بالشرك، ولكن في جميع سلوك الإنسان، وقد «شبه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جليس السوء بنافخ الكير؛ إما أن يحرق ثيابك، أو تجد منه رائحة كريهة» ، وقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «فأبواه يهودانه أو»