الأولى: تفسير آية براءة. الثانية: إبعاده أمته عن هذا الحمى غاية البعد.
ــ
قوله:(يبلغني) ، تقدم كيف يبلغه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله:(رواه في المختارة) ، الفاعل مؤلف المختارة، والمختارة: اسم الكتاب؛ أي: الأحاديث المختارة.
والمؤلف هو عبد الغني المقدسي، من الحنابلة.
وما أقل الحديث في الحنابلة، يعني المحدثين، وهذا من أغرب ما يكون، يعني أصحاب الإمام أحمد أقل الناس تحديثا بالنسبة للشافعية.
فالحنابلة غلب عليهم - رحمهم الله - الفقه مع الحديث؛ فصاروا محدثين وفقهاء، ولكنهم رحمهم الله بشر، فإذا أخذ من هذا العلم صار ذلك زحاما للعلم الآخر، أما الأحناف؛ فإنهم أخذوا بالفقه، لكن قلت بضاعتهم في الحديث، ولهذا يسمون أصحاب الرأي (يعني: العقل والقياس) ؛ لقلة الحديث عندهم، والشافعية أكثر الناس عناية بالحديث والتفسير، والمالكية كذلك، ثم الحنابلة وسط، وأقلهم في ذلك الأحناف مع أن لهم كتبا في الحديث.
فيه مسائل:
الأولي: تفسير آية براءة، وسبق ذلك في أول الباب.
الثانية: إبعاده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمته عن هذا الحمى غاية البعد، تؤخذ من قوله:«لا»