«ابن آدم مجرى الدم» ؛ فلا يجوز أن نقول: كيف يجري مجرى الدم؟ فالله أعلم بذلك.
وهذه المسائل التي لا ندركها يجب التسليم المحض لها، ولهذا نقول في باب الأسماء والصفات: تجرى على ظاهرها مع التنزيه عن التكييف والتمثيل، وهذا ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة.
وقوله:«فرأيت مشارقها ومغاربها» ، أي: أماكن الشرق والغرب منها.
قوله:«وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها» ، والمراد: أمة الإجابة التي آمنت بالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيبلغ ملكها ما زوي للرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها، وهذا هو الواقع؛ فإن ملك هذه الأمة اتسع من المشرق ومن المغرب اتساعا بالغا، لكنه من الشمال والجنوب أقل بكثير، والأمة الإسلامية وصلت من المشرق إلى السند والهند وما وراء ذلك، ومن المغرب إلى ما وراء المحيط، وهذا يحقق ما رآه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله:«وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض» ، الذي أعطاه هو الله.
والكنزان: هما الذهب والفضة كنوز كسرى وقيصر؛ فالذهب عند قيصر، والفضة عند كسرى، وكل منهما عنده ذهب وفضة، لكن الأغلب على كنوز قيصر الذهب، وعلى كنوز كسرى الفضة.
وقوله:(أعطيت) هل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطيها في حياته، أم بعد موته؟
الجواب: بعد موته أعطيت أمته ذلك، لكن ما أعطيت أمته؛ فهو