للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة، وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال: يا محمد!»

ــ

كالمعطى له؛ لأن امتداد ملك الأمة لا لأنها أمة عربية كما يقوله الجهال، بل لأنها أمة إسلامية أخذت بما كان عليه الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قوله: «وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة» ، هكذا في الأصل: (بعامة) ، والمعنى بمهلكة عامة، وفي رواية في النسخ: (بسنة عامة) .

السنة: الجدب والقحط، وهو يهلك ويدمر، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهم! اجعلها عليهم سنين كسني يوسف» ، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ} [الأعراف: ١٣٠] ، ويحتمل أن يكون المعنى بعام واحد؛ فتكون الباء للظرفية.

وعامة؛ أي: عموما تعمهم، هذه دعوة.

قوله: «وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم» ، أي: لا يسلط عليهم عدوا، والعدو: ضد الولي، وهو: المعادي المبغض الحاقد، وأعداء المسلمين هنا: هم الكفار، ولهذا قال: (من سوى أنفسهم) .

ومعنى: (يستبيح) : يستحل، والبيضة: ما يجعل على الرأس وقاية من السهام.

والمراد: يظهر عليهم ويغلبهم.

قوله: «إذا قضيت قضاء؛ فإنه لا يرد» ، اعلم أن قضاء الله نوعان:

١ - قضاء شرعي قد يرد؛ فقد يريده الله ولا يقبلونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>