«يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى» . (١)
ــ
زمن معين، وما دامت الساعة لم تقم؛ فهم ينتظرون.
قوله:(كلهم يزعم) ، أي: يدعي.
قوله:«وأنا خاتم النبيين» ، أي: آخرهم، وأكد ذلك بقوله:«لا نبي بعدي» ، فإن قيل: ما الجواب عما ثبت في نزول عيسى ابن مريم في آخر الزمان، مع أنه نبي ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام؛ فالجواب: إن نبوته سابقة لنبوة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأما كونه يضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام؛ فليس تشريعا جديدا ينسخ قبول الجزية، بل هو تشريع من محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنه أخبر به مقررا له.
قوله:«ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة» ، المعنى: أنهم يبقون إلى آخر وجودهم منصورين.
هذا من نعمة الله، فلما ذكر أن حيا من الأحياء يلتحقون بالمشركين، وأن فئاما يعبدون الأصنام، وأن أناسا يدعون النبوة؛ فيكون هنا الإخلال بالشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله بالشرك، وأن محمدا رسول الله بادعاء النبوة، وذلك أصل التوحيد، بل أصل الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن
(١) مسند الإمام أحمد (٥/٢٧٨) وأبو داود (٤٢٥٢) ، وابن ماجة (٤١٠٠) .