فلما بين ذلك لم يجعل الناس ييأسون، فقال:«لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة» .
والطائفة: الجماعة.
وقوله:(على الحق) ، جار ومجرور خبر تزال.
قوله:(منصورة) ، خبر ثان، ويجوز أن يكون حالا، والمعنى: لا تزال على الحق، وهي كذلك أيضا منصورة.
قوله:(لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم) ، خذلهم؛ أي: لم ينصرهم ويوافقهم على ما ذهبوا إليه، وفي هذا دليل على أنه سيوجد من يخذلهم، لكنه لا يضرهم؛ لأن الأمور بيد الله، وقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك» ، وكذلك لا يضرهم من خالفهم؛ لأنهم منصورون بنصر الله؛ فالله - عز وجل - إذا نصر أحدا فلن يستطيع أحد أن يذله.
قوله:«حتى يأتي أمر الله» ، أي: الكوني، وذلك عند قيام الساعة عندما يأتي أمره سبحانه وتعالى بأن تقبض نفس كل مؤمن، حتى لا يبقى إلا شرار الخلق؛ فعليهم تقوم الساعة.
الشاهد من هذا الحديث: قوله في رواية البرقاني: «حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين ويعبد فئام من أمتي الأوثان» .