واليقين أعلى درجات الإيمان، وقد يراد به العلم، وكما تقول: تيقنت هذا الشيء، أي: علمته يقينا لا يعتريه الشك، فمن ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله، إذ إنك خفت الناس أكثر مما تخاف الله، وهذا مما ابتليت به الأمة الإسلامية اليوم، فتجد الإنسان يجيء إلى شخص فيمدحه، وقد يكون خاليا من هذا المدح، ولا يبين ما فيه من عيوب، وهذا من النفاق وليس من النصح والمحبة، بل النصح أن تبين له عيوبه ليتلافاها ويحترز منها، ولا بأس أن تذكر له محامده تشجيعا إذا أمن في ذلك من الغرور.
قوله:" وأن تحمدهم على رزق الله ". الحمد: وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم.
ولكنه هنا ليس بشرط المحبة والتعظيم؛ لأنه يشمل المدح.
و" رزق الله ": عطاء الله، أي: إذا أعطوك شيئا حمدتهم ونسيت المسبب وهو الله، والمعنى: أن تجعل الحمد كله لهم متناسيا بذلك المسبب، وهو الله، فالذي أعطاك سبب فقط، والمعطي هو الله، ولهذا قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«إنما أنا قاسم، والله يعطي» .
أما إن كان في قلبك أن الله هو الذي من عليك بسياق هذا الرزق، ثم شكرت الذي أعطاك، فليس هذا داخلا في الحديث، بل هو من الشرع، لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له»