للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تذهبون؟ قالوا نذهب إلى المدينة. فقال: بلغوا محمدا وأصحابه أنا راجعون إليهم فقاضون عليهم. فجاء الركب إلى المدينة، فبلغوهم، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن معه: حسبنا الله ونعم الوكيل. وخرجوا في نحو سبعين راكبا، حتى بلغوا حمراء الأسد، ثم إن أبا سفيان تراجع عن رأيه وانصرف إلى مكة، وهذا من كفاية الله لرسوله وللمؤمنين، حيث اعتمدوا عليه تعالى.

قوله: {قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} أي: الركب.

قوله: إن الناس. أي: أبا سفيان ومن معه، وكلمة الناس هنا يمثل بها الأصوليون للعام الذي أريد به الخصوص.

قوله: حسبنا. أي: كافينا، وهي مبتدأ ولفظ الجلالة خبره.

قوله: نعم الوكيل. نعم: فعل ماض، الوكيل: فاعل، والمخصوص محذوف تقديره: هو، أي: الله، والوكيل: المعتمد عليه سبحانه، والله - سبحانه - يطلق عليه اسم وكيل، وهو أيضا موكل، والوكيل في مثل قوله تعالى: نعم الوكيل، وقوله تعالى: {وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} [النساء: ٨١] ، وأما الموكل، ففي مثل قوله تعالى: {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} [الأنعام: ٨٩] .

وليس المراد بالتوكيل هنا إنابة الغير فيما يحتاج إلى الاستنابة فيه، فليس توكيله سبحانه من حاجة له، بل المراد بالتوكيل الاستخلاف في الأرض لينظر كيف يعملون.

وقول ابن عباس رضي الله عنهما: «إن إبراهيم قالها حين ألقي في النار» قول لا مجال للرأي فيه، فيكون له حكم الرفع.

وابن عباس ممن يروي عن بني إسرائيل، فيحتمل أنه أخذه منهم، ولكن

<<  <  ج: ص:  >  >>