للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عدي بن حاتم: أنه «سمع النبي - صلي الله عليه وسلم - يقرأ هذه الآية: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: ٣١] ، فقلت له: إنا لسنا نعبدهم. قال: " أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ " فقلت: بلى، قال: " فتلك عبادتهم» . (١) رواه أحمد والترمذي وحسنه

ــ

قوله في حديث عدي بن حاتم: (اتخذوا) . الضمير يعود للنصارى؛ لأن اليهود لم يتخذوا المسيح ابن مريم إلها، بل ادعوا أنه ابن زانية، وحاولوا قتله، وادعوا أنهم قتلوه، ويحتمل أن يعود الضمير لليهود والنصارى جميعا، ويختص النصارى باتخاذ المسيح ابن مريم، وهذا هو المتبادر من السياق مع الآية التي قبلها.

قوله: ( {أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ} . الأحبار: جمع حبر، وحبر بفتح الحاء وكسرها، وهو العالم الواسع العلم، والرهبان: جمع راهب، وهو العابد الزاهد.

قوله: {أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} . أي: مشاركين لله - عز وجل - في التشريع؛ لأنهم يحلون ما حرم الله، فيحله هؤلاء الأتباع، ويحرمون ما أحل الله فيحرمه الأتباع.

قوله: {وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} . أي: اتخذوه إلها مع الله، بدليل قوله


(١) الترمذي: كتاب تفسير القرآن، تفسير سورة التوبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>