الخامسة: تحول الأحوال إلي هذه الغاية، حتى صار عند الأكثر عبادة الرهبان هي أفضل الأعمال، وتسمى الولاية، وعبادة الأحبار هي العلم والفقه، ثم تغيرت الأحوال إلى أن عبد من دون الله من ليس من الصالحين، وعبد بالمعنى الثاني من هو من الجاهلين.
ــ
الخامسة: تحول الأحوال إلي هذه الغاية حتى صار عند الأكثر عبادة الرهبان هي أفضل الأعمال. . . إلخ.
يقول المؤلف - رحمه الله تعالى -: تغيرت الأحوال إلى هذه الغاية حتى صار عند الأكثر عبادة الرهبان هي أفضل الأعمال. . . وهذا لا شك أنه أشد من معارضة قول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقول أبي بكر وعمر.
ثم قال:" ثم تغيرت الأحوال إلى أن عبد من دون الله من ليس من الصالحين "؛ أي: يركع ويسجد له، ويعظم تعظيم الرب، ويوصف بما لا يستحق، وهذا يوجد عند كثير من الشعراء الذين يمدحون الملوك والوزراء، وهم لا يستحقون أن يكونوا بمنزلة أبي بكر وعمر.
ثم قال:" وعبد بالمعنى الثاني ": وهو الطاعة والاتباع من هو من الجاهلين، فأطيع الجاهل في تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله، كما يوجد في بعض النظم والقوانين المخالفة للشريعة الإسلامية؛ فإن واضعيها جهال لا يعرفون من الشريعة ولا الأديان شيئا، فصاروا يعبدون بهذا المعنى، فيطاعون في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله.
وهذا في زمان المؤلف، فكيف بزماننا؟ ! وقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيما رواه