«حتى يكون هواه تبعا لما جئت به» . قال النووي:" حديث صحيح، رويناه في كتاب " الحجة " بإسناد صحيح ". .
ــ
قوله:«حتى يكون هواه تبعا لما جئت به» . الهوى بالقصر: هو الميل، وبالمد هو: الريح، والمراد الأول.
و" حتى ": للغاية، والذي جاء به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هو القرآن والسنة.
وإذا كان هواه تبعا لما جاء به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لزم من ذلك أن يوافقه تصديقا بالأخبار، وامتثالا للأوامر، واجتنابا للنواهي.
واعلم أن أكثر ما يطلق الهوى على هوى الضلال لا على هوى الإيمان، قال تعالى:{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}[الجاثية: ٢٣] ، وقال تعالى:{وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ}[محمد: ١٤] ، وغيرها من الآيات الدالة على ذم من اتبع هواه، ولكن إذا كان الهوى تبعا لما جاء به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كان محمودا، وهو من كمال الإيمان.
وقد سبق بيان أن من اعتقد أن حكم غير الله مساو لحكم الله، أو أحسن، أو أنه يجوز التحاكم إلى غير الله؛ فهو كافر.
وأما من لم يكن هواه تبعا لما جاء به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فإن كان كارها له؛ فهو