وفي الآية دليل على أن من أنكر اسما من أسماء الله الثابتة في الكتاب أو السنة، فهو كافر؛ لقوله تعالى:{وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} .
وقوله:" ولما سمعت قريش ". الظاهر - والله أعلم - أنه من باب العام الذي أريد به الخاص، وليس كل قريش تنكر ذلك، بل طائفة منهم، ولكن إذا أقرت الأمة الطائفة على ذلك ولم تنكر، صح أن ينسب لهم جميعا، بل إن الله نسب إلى اليهود في زمن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما فعله أسلافهم في زمن موسى عليه السلام، قال تعالى:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ}[البقرة: ٦٣] ، وهذا لم يكن في عهد المخاطَبين.