للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عون بن عبد الله: " يقولون: لولا فلان لم يكن كذا ".

ــ

فلو قال لك واحد: من أين لك هذا البيت؟ قلت: ورثته عن آبائي، فليس فيه شيء لأنه خبر محض.

لكن مراد مجاهد أن يضيف القائل تملكه للمال إلى السبب الذي هو الإرث، متناسيا المسبب الذي هو الله، فبتقدير الله عز وجل أنعم على آبائك وملكوا هذا البيت، وبشرع الله عز وجل انتقل هذا البيت إلى ملكك عن طريق الإرث، فكيف تتناسى المسبب للأسباب القدرية والشرعية فتضيف الأمر إلى ملك آبائك وإرثك إياه بعدهم؟! فمن هنا صار هذا القول نوعا من كفر النعمة.

أما إذا كان قصد الإنسان مجرد الخبر كما سبق، فلا شيء في ذلك، ولهذا «ثبت أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قيل له يوم الفتح: أتنزل في دارك غدا؟ فقال:: وهل ترك لنا عقيل من دار أو رباع؟» ، فبين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن هذه الدور انتقلت إلى عقيل بالإرث.

فتبين أن هناك فرقا بين إضافة الملك إلى الإنسان على سبيل الخبر، وبين إضافته إلى سببه متناسيا أن المسبب وهو الله عز وجل.

قوله: " وقال عون بن عبد الله: يقولون: لولا فلان لم يكن كذا ".

<<  <  ج: ص:  >  >>