وقال ابن مسعود:" لأن أحلف بلله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا ".
ــ
يقال لمن فعل شركا اعتاده لا ينهى؛ لأن هذا من عادته، وهذا باطل.
وأما الرابع، فدعوى الخصوصية تحتاج إلى دليل، وإلا فالأصل التأسي به.
وأما الخامس فضعيف؛ لأن الأصل عدم الحذف، ولأن الحذف هنا يستلزم فهما باطلا، ولا يمكن أن يتكلم الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما يستلزم ذلك بدون بيان المراد، وعلى هذا يكون أقربها الوجه السادس أنه منسوخ، ولا نجزم بذلك لعدم العلم بالتاريخ، ولهذا قلنا: أقربها والله أعلم، وإن كان النووي رحمه الله ارتضى أن هذا مما يجري على اللسان بدون قصد، لكن هذا ضعيف لا يمكن القول به، ثم رأيت بعضهم جزم بشذوذها لانفراد مسلم بها عن البخاري مع مخالفة راويها للثقات، فالله أعلم.
قوله في أثر ابن مسعود:(لأن أحلف بالله كاذبا) . اللام: لام الابتداء، و (أن) مصدرية، فيكون قوله:(أن أحلف) مؤولا بمصدر مبتدأ تقديره لحلفي بالله.
قوله:(أحب إلي) . خبر مبتدأ، ونظير ذلك في القرآن قوله تعالى:{وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}[البقرة: ١٨٤] .