عن صاحب يوسف:{إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ}[يوسف: ٣٢] ، أي: سيدي، ولأن المحذور من قول " رَبِّي هو إذلال العبد، وهذا منتف؛ لأنه هو بنفسه يقول: هذا ربي.
القسم الرابع: أن يضاف الاسم إلى الظاهر، فيقال: هذا رب الغلام، فظاهر الحديث الجواز، وهو كذلك ما لم يوجد محذور فيمنع، كما لو ظن السامع أن السيد رب حقيقي خالق ونحو ذلك.
قوله: " وليقل: سيدي ومولاي ". المتوقع أن يقول: وليقل سيدك ومولاك؛ لأن مقتضى الحال أن يرشد إلى ما يكون بدلا عن اللفظ المنهي عنه بما يطابقه، وهنا ورد النهي بلفظ الخطاب، والإرشاد بلفظ التكلم، وليقل: " سيدي ومولاي "، ففهم المؤلف رحمه الله - كما سيأتي في المسائل - أن فيه لإشارة إلى أنه إذا كان الغير قد نُهي أن يقول للعبد: أطعم ربك، فالعبد من باب أولى أن ينهى عن قول: أطعمت ربي، وضأت ربي، بل يقول: سيدي ومولاي.
وأما إذا قلنا بأن أطعم ربك خاص بمن يخاطب العبد لما فيه من إذلال العبد بخلاف ما إذا قال هو بنفسه: أطعمت ربي، فإنه ينتفي الإذلال، فإنه يقال: إن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما وجه الخطاب إلى العبد نفسه، فقال: " وليقل: سيدي ومولاي "، أي بدلا عن قوله: أطعمت ربي، وضأت ربي.
وقوله: " سيدي " السيادة في الأصل علو المنزلة، لأنها من السؤدد والشرف والجاه وما أشبه ذلك.
والسيد يطلق على معاني، منها: المالك، والزوج، والشريف المطاع.
وسيدي هنا مضافة إلى ياء المتكلم وليست على وجه الإطلاق.