الأولى: إنكاره على من قال: (نستشفع بالله عليك) . الثانية: تغيره تغيرا عرف في وجوه أصحابه من هذه الكلمة. الثالثة: أنه لم ينكر عليه قوله: (نستشفع بك على الله) .
ــ
فيه مسائل:
الأولى: إنكاره على من قال: (نستشفع بالله عليك) . تؤخذ من قوله:«سبحان الله! أتدري ما الله» ، وقوله:«إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه» .
الثانية: تغيره تغيرا عرف في وجوه أصحابه من هذه الكلمة. تؤخذ من قوله:«فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه» ، وكونه يكرر سبحان الله، هذا يدل على أنه تغير حتى عرف في وجوه أصحابه من هذه الكلمة، وهذا دليل على أن هذه الكلمة كلمة عظيمة منكرة.
الثالثة: أنه لم ينكر عليه قوله: (نستشفع بك على الله) . لأنه قال: لا يستشفع بالله على أحد؛ فأنكر عليه ذلك، وسكت عن قوله:(نستشفع بك على الله) ، وهذا يدل على جواز ذلك، وهنا قاعدة وهي: إذا جاء في النصوص ذكر أشياء، فأنكر بعضها وسكت عن بعض؛ دل على أن ما لم ينكر فهو حق، مثال ذلك قوله تعالى:{وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ}[الأعراف: ٢٨] ، فأنكر قولهم:{وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا} ، وسكت عن قولهم:{وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا} ؛ فدل على أنها حق، ومثلها عدد أصحاب الكهف، حيث قال عن قول: