للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرابعة: التنبيه على تفسير (سبحان الله!) . الخامسة: أن المسلمين يسألونه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الاستسقاء.

ــ

{ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ} ، وسكت عن قول: {سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} [الكهف:٢٢] .

الرابعة: التنبيه على تفسير (سبحان الله!) . لأن قوله: (إن شأن الله أعظم) دليل على أنه منزه عما ينافي تلك العظمة.

الخامسة: أن المسلمين يسألونه الاستسقاء. وهذا في حال حياته، أما بعد وفاته فلم يكونوا يفعلونه؛ لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انقطع عمله بنفسه وعبادته، ولهذا لما حصل الجدب في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه استسقى بالعباس، فقال: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا) . وتوسلهم بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان بطلبهم الدعاء منه، ولهذا جاء في بعض الروايات: أن عمر كان يأمر العباس فيقوم فيدعو.

وبهذا نعرف أن القصة المروية عن الرجل العتبي الذي كان جالسا عند قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجاء أعرابي، فقال: السلام عليكم يا رسول الله! سمعت الله يقول: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء:٦٤] ، وإني قد جئت مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي، ثم أنشأ يقول:

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكمُ

نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم

ثم انصرف، قال العتبي: فغلبتني عيني، فرأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم،

<<  <  ج: ص:  >  >>