للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخل في الصف، فلما سلم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أيكم الذي صنع هذا؟ " قال أبو بكرة: أنا يا رسول الله قال: "زادك الله حرصاً ولا تعد" (١) ، فقال له: "زادك الله حرصاً ولا تعد" أي لا تعد لمثل هذا العمل فتركع قبل الدخول في الصف وتسرع، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا أتيتم الصلاة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار" (٢) .

ولم يأمره النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقضاء الركعة التي أسرع لإدراكها، ولو كان لم يدركها لأمره الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقضائها؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يمكن أن يؤخر البيان عن وقت الحاجة؛ لأنه مبلغ والمبلغ يبلغ متى احتيج إلى التبليغ، فإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقل له إنك لم تدرك الركعة علم أنه قد أدركها وفي هذا الحال تسقط عنه الفاتحة، وهناك تعليل مع الدليل وهو: أن الفاتحة إنما تجب مع القيام، والقيام في هذه الحال قد سقط من أجل متابعة الإمام، فإذا سقط القيام سقط الذكر الواجب فيه.

فصار الدليل والتعليل يدلان على أن من جاء والإمام راكع فإنه يكبر تكبيرة الإحرام وهو قائم ولا يقرأ، بل يركع مباشرة، ولكن إن كبر للركوع مرة ثانية فهو أفضل، وإن لم يكبر فلا حرج وتكفيه التكبيرة الأولى.

ويجب أن يقرأ الإنسان الفاتحة وهو قائم، وأما ما يفعله بعض الناس إذا قام الإمام للركعة الثانية مثلاً تجده يجلس ولا يقوم


(١) رواه البخاري وتقدم تخريجه في ص٧.
(٢) متفق عليه وتقدم في ص١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>