للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإرادة.

الكلام.

جمعها السفاريني في عقيدته بقوله:

له الحياة والكلام والبصر ... سمع إرادة وعلم واقتدر

بقدرة تعلقت بممكن ... كذا إرادة

يقولون: إن هذه الصفات دل عليها العقل فنثبتها، وما عداها فالعقل لا يدل عليها فلا نثبتها.

فيقولون: إن الموجودات دالة على إيجاد، والإيجاد يدل على القدرة، فلا يمكن إيجاد بلا قدرة وهذا دليل عقلي، ويقول إن التخصيص يدل على إرادة أي كون هذه شمسًا، وهذا قمرًا، وهذه سماء، وهذه أرضًا كل ذلك يدل على إرادة وأن الذي خلقها أراد أن تكون على هذا الوجه، وهذا دليل عقلي أيضًا.

وإذا نظرنا في الخلق وجدناه خلقًا محكمًا متقنًا، والإحكام يدل على العلم؛ لأن الجاهل لا يتقن.

فثبتت الآن ثلاث صفات: القدرة، والإرادة، والعلم.

ثم قالوا: إن هذه الثلاث لا تقوم إلا بحي ومن ثم ثبت أنه حي، فالحي إما أن يكون سميعًا بصيرًا متكلمًا، أو أعمى أصم أخرس، والصمم، والعمى، والخرس صفات نقص، والسمع، والبصر، والكلام صفات كمال، فوجب ثبوت الكمال للحي.

فهذه أدلتهم وهي أدلة عقلية، فلذلك أثبتوا هذه الصفات السبع.

فإذا قيل له: تثبت لله رحمة؟ قال: لا أثبت له الرحمة، لأني أفسرها بما أعتقد وأقول: الرحمة إرادة الإحسان، أو هي الإحسان نفسه، فلا يفسرها بصفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>