للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسيادا مالكين.

ويكون معنى قوله: (ربتها) أو (ربها) إضافة إلى الجنس، لا إضافة إلى نفس الوالدة؛ لأن الوالدة لا يمكن أن يملكها ابنها، ولكن المراد الجنس كما في قوله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} ، فالضمير في جعلناها يعود إلى الذي يرمي به الشهب، لكن لما كانت هذه الشهب تخرج من النجوم أضيفت إلى ضمير يعود عليها، كذلك (ربها) أو (ربتها) فالمراد الجنس أي إن الأمة تلد من يكون سيدا أو تلد الأمة من تكون سيدة.

ثانيا: «وأن الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان» وهذه الأوصاف تنطبق على الفقراء الذين من البادية يرعون الغنم يتطاولون في البنيان، وهذا يلزم أن أهل البادية يرجعون إلى المدن فيتطاولون في البنيان، بعدما كانوا حفاة، عراة، عالة، يرعون الشاء، وهذا وقع من زمان.

وهنا سؤال: هل الرسول، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لما قال له جبريل: أخبرني عن أماراتها؟ قال: «أن تلد الأمة ربها» ... " إلخ هل أراد الحصر؟ أم أراد التمثيل؟ فالجواب: أنه أراد التمثيل، وفي هذا دليل على أن الشيء قد يفسر ببعض أفراده على سبيل التمثيل، وإلا فهناك أشراط أخرى لم يذكرها النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

(فانطلق) ثم قال النبي، عليه الصلاة والسلام: «أتدرون من السائل؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>