كل ركعة. ولهذا قال ابن عبد البر في "التمهيد" ٣/ ٣٠٦: حديث طاووس هذا مضطرب ضعيف، رواه وكيع، عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت، عن طاووس، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلم - مرسلاً، ورواه غير الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس - لم يذكر طاووساً، ووقفه ابن عيينة عن سليمان الأحول، عن طاووس، عن ابن عباس فعله، ولم يرفعه، وهذا الاضطراب يوجب طرحه، واختُلف أيضاً في متنه، فقوم يقولون: أربع ركعات في ركعة، وقوم يقولون: ثلاث ركعات في ركعة، ولا يقوم بهذا الاختلاف حجة. وقد ضعَّف هذا الحديثَ أيضاً ابنُ حبان بإثر الحديث (٢٨٥٤) ٧/ ٩٨ - ٩٩، والبيهقي ٣/ ٣٢٧ بأن حبيب بن أبي ثابت مدلس وقد عنعن، حتى جزم ابنُ حبان بأن حبيباً لم يسمع هذا الخبر من طاووس، ثم أعله البيهقي بالاختلاف في الرفع والوقف بين حبيب وسليمان الأحول وبالاختلاف في العدد كذلك كالذي ذكرناه آنفاً، وأقره ابنُ القيم في "زاد المعاد" ١/ ٤٥٥. وما أعله. به ابن حبان والبيهقي من أن حبيباً مدلس وقد عنعنه غير متجه هنا، وذلك أنه إذا كان علي بن المديني ويحيى بن معين في رواية الدوري قد ثبتا سماع حبيب من ابن عباس مباشرة، فلا شك حينئذ أنه إذ ذكر بينه وبينه واسطة وهو طاووس أن احتمال التدليس - إن صح وصف حبيب به - بعيد جداً، والله تعالى أعلم. سفيان: هو الثوري، ويحيى: هو ابن سعيد القطان، ومسدد: هو ابن مُسرهَد. وأخرجه مسلم (٩٠٨)، والنسائي في "الكبرى" (١٨٦٣) من طريق إسماعيل ابن علية، ومسلم (٩٠٩)، والنسائى (١٨٦٤) عن محمد بن المثنى - وقرن به مسلم أبا بكر بن خلاد - عن يحيى القطان، كلاهما (ابنُ علية ويحيى القطان)، عن سفيان الثوري، به. وهو في "مسند أحمد" (١٩٧٥) و (٣٢٣٦). وأخرجه الترمذي (٥٦٨) عن محمد بن بشار، عن يحيى القطان، بهذا الإسناد. غير أنه ذكر ركوع النبي - صلَّى الله عليه وسلم - ثلاث مرات كل ركعة. ثم قال: حديث حسن صحيح. وأخرجه الشافعي في "مسنده" ١/ ١٦٧، وابنُ المنذر في "الأوسط" ٥/ ٣٠١، والبيهقي ٣/ ٣٢٧ من طريق سفيان بن عيينة، عن سليمان الأحول، عن طاووس، عن =