وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (١١٠٠) من طريق يونس، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري - وكان في عهد عمر بن الخطاب مع عبد الله بن الأرقم على بيت المال - أن عمر خرج ليلة في رمضان، فخرج معه عبد الرحمن بن عبد القاري، فطاف بالمسجد، وأهل المسجد أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلِّي بصلاته الرهط، فقال عمر: والله إنى أظن لو جمعنا هؤلاء على قارئ واحدٍ لكان أمثل، ثم عزم عمر على ذلك، وأمر أبيّ بن كعب أن يقوم لهم في رمضان، فخرج عمر عليهم والناس يصلّون بصلاة قارئهم، فقال عمر: نعم البدعة هي، والتي تنامون عنها أفضل من التى تقومون - يريد آخر الليل - فكان الناس يقومون أوله، وكانوا يلعنون الكفرة في النصف: اللهم قاتل الكفرة، الذين يصدُّون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك ... ثم يكبّر ويهوي ساجداً. وهذا إسناد صحيح. وقد أورده الحافظ في"التلخيص الخبير" ٢/ ٢٤ من "فوائد" أبي الحسن بن رزقويه. وحسَّن إسناده، قلنا: وإسناد ابن خزيمة أجود وأعلى من إسناد ابن رزقويه. وقد قال ابن خزيمة: هذا أعلى خبر يحفظ في القنوت في الوتر عن أبي بن كعب في عهد عمر بن الخطاب موقوفاً. وأخرج ابن أبي شيبة ٢/ ٣٠٥، والبيهقي ٤٩٨/ ٢ عن ابن عمر بإسناد صحيح أنه كان لا يقنت إلا في النصف يعني من رمضان. وانظر "المصنف" لعبد الرزاق (٤٩٩٥) و (٤٩٩٦)، و "المصنف" لابن أبي شيبة ٢/ ٣٠٥، و"مختصر كتاب الوتر" لمحمد بن نصر المروزي ص ١٢٣ - ١٢٥. وانظر ما بعده.