وقال أنس بن مالك وعثمان بن أبي العاص: أفضل الأمرين الصوم في السفر، وبه قال النخعي وسعيد بن جبير، وهو قول مالك والثوري والشافعي وأصحاب الرأي. وقالت فرقة ثالثة: أفضل الأمرين أيسرهما على المرء، لقوله عز وجل: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: ١٨٥] فإن كان الصوم عليه أيسر، صامه، وإن كان الفطر أيسر، فليفطِر، وإليه ذهب مجاهد وعمر بن عبد العزيز وقتادة. (١) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عبد المجيد المدني مجهول تفرد بالرواية عنه أبو جعفر النُّفيليّ، وذكلره ابن حبان وحده في "الثقات"، وحمزة بن محمد بن حمزة الأسلمي مجهول، ولم يوثقه أحد. وقد رُوي من وجوه أُخرى. فقد أخرجه بنحوه مختصراً مسلم (١١٢١)، والنسائي في "الكبرى" (٢٦٢٢) و (٢٦٢٣) من طريق أبي مُرَاوح، والنسائي (٢٦١٤) و (٢٦١٥) و (٢٦١٧) و (٢٦١٨) و (٢٦٢٠) من طريق سليمان بن يسار، و (٢٦١٩) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، و (٢٦٢٠) و (٢٦٢١) من طريق حنظلة بن علي، و (٢٦٢٤) من طريق عروة بن الزبير، أربعتهم، عن حمزة بن عمرو الأسلمي بهذا الإسناد. وعروة إنما رواه عن أبي مُراوح. وحمزة بن عمرو الأسلمي صحابي جليل مات سنة إحدى وستين وله إحدى وسبعون، وقيل: ثمانون. وهو في "مسند أحمد" (١٦٠٣٧). ويشهد له حديث عائشة السالف قبله.