وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" ١/ ٢٢٠ عن أبيه أبي حاتم، والواحدي في "أسباب النزول" ص ٣٠ - ٣١ من طريق محمد بن يحيى الذهلي، كلاهما (أبو حاتم والذهلي) عن أبي اليمان الحكم بن نافع، به. إلا أنه جاء عندهما أن الآية التي نزلت هي قوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ} [البقرة: ١٠٩] بدل آية اَل عمران، وفيها أيضاً الأمر بالعفو والصفح، ولا يبعد أن الآيتين نزلتا في هذا الشأن، ويؤيده رواية البخاري ومسلم الأتي ذكرهما آخر التخريج. وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ٩/ ١٨٣، وفي "دلائل النبوة" ٣/ ١٩٦ - ١٩٧ من طريق عبد الكريم بن الهيثم، عن أبي اليمان الحكم بن نافع، عن شعيب، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك - قال في "السنن": أظنه عن أبيه، وكان ابن أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، ولم يذكر ذلك في "الدلائل" واكتفى بقوله: عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان من أحد الثلاثة الذين تيب عليهم يريد كعب بن مالك، كذا جاء في المطبوع من كليهما، فليحرر. وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (٩٣٨٨) عن معمر بن راشد والطبراني في "الكبير"١٩/ (١٥٤) من طريق عقيل بن خالد، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك مرسلاً. وأورده البخاري في "تاريخه الكبير" ٥/ ٣٠٨ تعليقاً عن معمر مرسلاً من طريق آخر غير طريق عبد الرزاق. وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ١٤٢ - ١٤٣، ومن طريقه الطبري في "تفسيره" ٤/ ٢٠١ عن معمر، عن الزهري مرسلاً. فلم يذكر عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ابن مالك، ولا أباه. وقد صح عند البخاري (٤٥٦٦) عن أبي اليمان الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن عُروة بن الزبير، عن أسامة بن زيد بن حارثة أن هاتين الآيتين أعني آيتي البقرة وآل عمران السالفتى الذكر قد نزلتا في شأن قوم بالمدينة كانوا يُؤذون النبي - صلَّى الله عليه وسلم - وأصحابه ولكن جاء في هذه الرواية ذكر عبد الله بن أبي ابن سلول بدل كعب بن الأشرف، وهو عند مسلم بنحوه (١٧٩٨) لكن لم يذكر الآيتين. وقصة قتل كعب بن الأشرف صحت من حديث جابر بن عبد الله، وقد سلفت عند المصنف برقم (٢٧٦٨).