قال ابن زنجلة في "حجة القراءات" ص ٢٥٩ - ٢١٠: قرأ نافع وابن عامر والكسائي: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} بنصب الراء، وقرأ الباقون بالرفع، قال الزجاج: فأما الرفع فمن جهتين: إحداهما: أن يكون "غير" صفة للقاعدين ان كان أصلها أن تكون صفة للنكرة، المعنى: لا يستوي القاعدون الذين هم غير أولي الضرر، أي: لا يستوي القاعدون الأصحاء والمجاهدون وإن كانوا كلهم مؤمنين. قال: ويجوز أن يكون "غير" رفعاً على جهة الاستثناء. المعنى: لا يستوي القاعدون والمجاهدون إلا أولو الضرر، فإنهم يساوون المجاهدين، لأن الذي أقعدهم عن الجهاد الضرر. ومن نصب جعله اسشناء من القاعدين، وهو استثناء منقطع عن الأول، المعنى: لا يستوي القاعدون إلا أولي الضرر، فإنهم يساوون، وحجتهم أن الأخبار تظاهرت بأن هذه الآية لما نزلت شكا ابن أم مكتوم إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - عجزه عن الجهاد في سيل الله، فاستثنى اللهُ أهلَ الضرر من القاعدين وأنزل: (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ). (١) إسناده ضعيف لجهالة أبي علي بن يزيد - وهو ابن أبي النّجاد الأيلي، أخو يونس. فقد جهّله أبو حاتم كما في "العلل" لابنه ٢/ ٧٩، وقال البخاري فيما نقله عنه الترمذي بإثر (٣١٥٧): تفرد ابن المبارك بهذا الحديث عن يونس بن يزيد. وأخرجه الترمذي (٣١٥٦) عن أبي غريب محمد بن العلاء، و (٣١٥٧) عن سويد ابن نصر، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (١٣٢٤٩) وزاد في روايته: نصب النفس ورفع العين. وانظر ما بعده. =