ونقل القرطبي في "التذكرة" ص ٧٠١ عن أبي الحسن محمَّد بن الحُسين بن إبراهيم السجستاني الآبُري قوله: قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى يعني المهدي، وأنه من أهل بيته وأنه سيملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدلاً، يخرج مع عيسى عليه السلام، فيساعده على قتل الدجال بباب لُدٍّ بأرض فلسطين، وأنه يؤم هذه الأمة وعيسى صلوات الله عليه يصلي خلفه. وأبو الحسن الآبري هذا وصفه الحافظ الذهبي في "السير" ١٦/ ٢٩٩ بقوله: الإِمام الحافظ محدث سِجستان بعد ابن حبان. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة النبوية" ٨/ ٢٥٤: الأحاديث التي يُحتَج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة، رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره. وكذلك قال تلميذه الإِمام ابن القيم في "المنار المنيف" بعد أن ساق عدة أحاديث في المهدي وحسَّن بعضاً منها وجوَّد أخرى ص ١٤٨: وهذه الأحاديث أربعة أقسام: صحاح وحِسان وغرائب وموضوعة. وكذلك قال العلامة المحدث أبو الطيب محمَّد شمس الحق العظيم آبادي في "عون المعبود" ١١/ ٢٤٣ بعد أن ذكر أن أحاديث المهدي مخرجة عند جماعة من الأئمة عن جماعة من الصحابة: وإسناد أحاديث هؤلاه بين صحيح وحسن وضعيف، وقد بالغ الإِمام المؤرخ عبد الرحمن بن خلدون المغربي في "تاريخه" في تضعيف أحاديث المهدي كلها فلم يُصب، بل أخطأ. قلنا: إنما أعله ابن خلدون بعاصم بن أبي النجود، وأعدل الأقوال فيه ما قاله الحافظ الذهبي في "ميزان الاعتدال" ٢/ ٣٥٧: أنه ثبت في القراءة، وهو في الحديث دون الثبت، صدوق يهم، وهو حسن الحديث. قال العظيم آبادي في "عون المعبود" =