للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن ابن عمر، قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: " أيُّما رَجلٍ مسلمٍ أكفَرَ رَجُلاً مسلماً: فإن كان كافراً، وإلا كان هو الكافرَ" (١).

٤٦٨٨ - حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبةَ، حدَّثنا عبدُ الله بنُ نُميرٍ، حدَّثنا الأعمشُ، عن عبدِ الله بن مُرّة، عن مَسروقٍ

عن عبدِ الله بن عمرو، قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:" أربعٌ مَنْ كُنً فيه فهو منافقٌ خالصٌ، ومَن كانت فيه خَلَّة منهن كان فيه خلَّة من نفاقِ حتى يَدَعَها: إذا حَدَّث كذبَ، وإذا وَعَدَ أخلفَ، وإذا عاهَدَ غَدَرَ، وإذا خاصَمَ فَجَرَ" (٢).


(١) إسناده صحيح، جرير: هو ابن عبد الحميد بن قُرْط.
وأخرجه مسلم (٦٠) (١١) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، وأخرجه البخاري (٦١٠٤)، ومسلم (٦٥) (١١)، والترمذي (٢٨٢٧) من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر.
وهو في "مسند أحمد" (٤٦٨٧) و (٤٧٤٥)، و"صحيح ابن حبان" (٢٤٩).
قال القرطبي المحدث: حيث جاء الكفر في لسان الشرع، فهو جحدُ المعلوم من دين الإِسلام بالضرورة الشرعية، وقد ورد الكفر في الشرع بمعنى جحد النعم، وترك شكر المُنعِم والقيام بحقه (كما تقدم تقريره في كتاب الإيمان (من صحيح البخاري) في: باب كفر دون كفر، وفي حديث أبي سعيد "يكفرن الإحسان، ويكفرن العشير")، وقوله: "فقد باء بها أحدهما" أي: رجع بإثمها ولازم ذلك، وأصل البوء اللزوم، ومنه "أبوء بنعمتك" أي: ألزمها نفسي وأقِرُّ بها، والهاء في قوله: "بها"راجع إلى التكفيرة الواحدة التي هي أقل ما يدل عليه لفظ كافر، ويحتمل أن يعود إلى الكلمة.
والحاصل: أن المقول له إن كان كافراً كفراً شرعياً، فقد صدق القائل، وذهب بها المقول له، وإن لم يكن، رجعت للقائل معرة ذلك القول وإثمه.
نقله عنه الحافظ في "الفتح" ١٠/ ٤٦٦ - ٤٦٧ وقال: وهو من أعدل الأجوبة.
(٢) إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (٥٨) (١٠٦) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. =

<<  <  ج: ص:  >  >>