للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٦٩٦ - حدَّثنا مُسدَّدٌ، حدَّثنا يحيى، عن عثمانَ بن غياثٍ، حدَّثني عبد الله ابن بريدَة، عن يحيى بن يَعمَرَ وحُمَيدِ بن عبد الرحمن

لقينا عبدَ الله بن عمر، فذكرنا له القدرَ وما يقولون فيه، فذكر نحوه، زاد: قال: وسأله رجلٌ من مُزينة، أو جُهينة، فقال: يا رسول الله، فيم العَملُ؟ أفي شيءِ قد خلا أو مضى، أو في شيء يُستأنَفُ الآنَ؟ قال: "في شيءٍ قد خلا ومَضَى" فقالَ الرجلُ أو بعض القوم: ففيم العمَلُ؟ قال: "إن أهلَ الجنة يُيسَّرُون لعملِ أهلِ الجنَّة، وإن أهلَ النارِ يُيسَّرونَ لعمَلِ أهلِ النار" (١).


= وهو في "مسند أحمد" (١٨٤) و (٣٦٧)، و"صحيح ابن حبان" (١٦٨) و (١٧٣). وانظر لاحقيه.
قال الخطابي: قوله: يتقفرون العلم. معناه: يطلبونه، ويتبعون أثره، والتقفر: تتبع أثر الشىء.
وقوله: والأمر أنف يريد مستأنف لم يتقدم فيه شيء من قدر أو مشيئة، يقال: كلاٌ أُنف: إذا كان وافياً لم يرع منه شيء وروضة أنف بمعناه.
والعالة: الفقراء، وأحدهم عائل، يقال: عال الرجل يعيل: إذا افتقر، وعال أهله يعولهم: إذا مار أهله، وأعال الرجل يُعيل: إذا كثر عياله.
قال الحافظ ابن جب وهو بصدد شرح هذا الحديث في "جامع العلوم والحكم" ص ١٠٨: والتحقيق في الفرق بين الإيمان والإِسلام: أن الإيمان: هو تصديق القلب واقراره ومعرفته، والإِسلام: هو استسلام العبد لله وخضوعه وانقياده له، وذلك يكون بالعمل وهو الدين، كما سمى الله تعالى في كتابه الإِسلام ديناً، وفي حديث جبريل سمى النبي-صلى الله عليه وسلم- الإِسلام والإيمان والإحسان ديناً، وهذا أيضاً مما يدل على أن أحد الاسمين إذا أفرد، دخل فيه الآخر، وإنما يفرق بينهما حيث قرن أحد الإسمين بالآخر، فيكون حينئذ المراد بالإيمان: جنس تصديق القلب، وبالإِسلام جنس العمل.
(١) إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه مسلم (٨) (٣) من طريق حى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله وما بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>