للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٩٥١ - حدَّثنا موسى بنُ إسماعيلَ، حدَّثنا حمادُ بنُ سلمةَ، عن ثابتٍ

عن أنس، قال: ذهبتُ بعبد الله بن أبي طلحةَ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- حينَ وُلِدَ، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في عَباءةٍ يَهْنَأ بعيراً له، قال: "هل مَعَكَ تَمْرٌ؟ " قلت: نعم، قال: فناولتُه تَمَراتٍ، فألقاهُن في فيه، فلاكَهُنّ، ثم فَغَرَ فَاهُ، فأوجَرَهُنَّ إيَّاه، فجَعَلَ الصبي يَتَلمَّظُ، فقالَ النبيُّ- صلى الله عليه وسلم -:" حِبَّ الأنصارِ التَّمْرَ" وسماه عبدَ الله (١).


= ويشهد لقوله: "أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن" حديث ابن عمر السالف عند المصنف قبله.
ويشهد له دونَ قوله: "تسموا بأسماءِ الأنبياءِ" حديث عبد الله بن عامر اليحصبي، أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: "خير الأسماء عبد الله وعبد الرحمن ونحو هذا، وأصدق الأسماء الحارث وهمام، حارث، لديناه ولدينه، وهمام بهما، وشر الأسماء حرب ومرة" أخرجه ابن وهب في جامعه (٥٣). وهو مرسل صحيح.
ويشهد له أيضاً مرسل عبد الوهَّاب بن بخت، أخرجه أيضاً ابن وهب في "جامعه" (٤٦). ورجاله ثقات.
قال الخطابي: إنما صار "الحارث" من أصدق الأسماء من أجل مطابقة الاسم معناه الذي اشتق منه، وذلك أن معنى الحارث الكاسب، يقال: حرث: إذا كسب، واحتراث الرجل كسبه قال الله سبحانه: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا} [الشورى:٢٠]، وأما همام، فهو من هممتُ بالشيء: إذا أردته، وليس من أحد إلا وهو يهم بشيء، وهو معنى الصدق الذي وصف به هذان الأسمان، وأقبحها حرب لما في الحرب من المكاره وفي مرة من البشاعة والمرارة، وكان - صلى الله عليه وسلم - يحب الفأل الحسن والاسم الحسن.
(١) إسناده صحيح. ثابت: هو ابن أسلم البناني.
وأخرجه مسلم (٢١٤٤) عن عبد الأعلي بن حماد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه وفيه قصة مسلم (٢١٤٤) (٢٣) من طريق محمَّد بن سيرين، عن أنس، به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>