والثاني: في قوله: "فليقض معها مثلها" فالصحيح أنه بلفظ: "فليصلها من الغد للوقت" يعني صلاة الغد، فلا يدل على إعادة الفائتة مرتين كما سلف بيانه فيما قبله. وأخرجه الطبراني في "الأحاديث الطوال" ٢٥/ (٥٣)، وابن حزم في "المحلى" ٣/ ١٨ - ١٩، والبيهقى ٢/ ٢١٦ - ٢١٧ من طريق الأسود بن شيبان، بهذا الإسناد. قوله: "فليقض معها مثلها" قال الخطابي: يشبه أن يكون الأمر فيه للاستحباب؛ ليحوز فضيلة الوقت في القضاء. وتعقبه الحافظ في "الفتح" ٢/ ٧١ بأنه لم يقل باستحباب ذلك أحد من السلف، بل عدّوه غلطاً من راويه. (١) إسناده صحيح. خالد: هو ابن عبد الله الواسطي، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، وابن أبي قتادة: هو عبد الله. وأخرجه البخاري (٥٩٥) و (٧٤٧١) من طريقين عن حصين بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (٢٢٦١١)، و "شرح مشكل الآثار" (٣٩٧٩)، و"صحيح ابن حبان" (١٥٧٩). وانظر ما بعده وما سلف برقم (٤٣٧). وقوله" إن الله قبض أرواحكم". قال الحافظ في "الفتح" ٢/ ٦٧: هو كقوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر: ٤٢]، ولا يلزم من قبض الروح الموت، فالموت انقطاع تعلق الروح بالبدن ظاهراً وباطناً، والنوم انقطاعه عن ظاهره فقط.