وأخرجه البخاري (٤٤٦) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (٦١٣٩)، و"صحيح ابن حبان" (١٦٠١). قوله: "باللبن" بفتح اللام وكسر الباء، جمع لبنة، وهي ما يُعمل من الطين ويُبنى به. والجريد: هو الذي يجرد عنه الورق من أغصان النخل. والساج: نوع من الخشب معروف يُؤتى به من الهند وله قيمة. جاء في عمدة القارئ ٢٠٦/ ٤ ما نصه: قال ابن بطال: ما ذكره البخاري في هذا الباب (أي: باب بنيان المسجد) يدل على أن السنة في بنيان المساجد القصد وترك الغلو في تشييدها خشية الفتنة والمباهاة ببنيانها، وكان عمر رض الله عنه مع الفتوح التي كانت في أيامه وتمكنه من المال، لم يُغير المسجد عن بنيانه الذي كان عليه في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ جاء الأمر إلى عثمان والمال في زمانه أكثر، ولم يزد على أن يجعل مكان اللبن حجارة وقصة وسقفه بالساج مكان الجريد، فلم يقصر هو وعمر رضي الله عنهما عن البلوغ في تشييده إلى أبلغ الغايات إلا عن علمهما بكراهة النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك، وليقتدى بهما في الأخذ من الدنيا بالقصد والزهد والكفاية في معالي أمورها وإيثار البلغة منها. وأول من زخرف المساجد الوليد بن عبد الملك بن مروان وذلك في أواخر=