وقوله: "فأرم القوم" روي بالراء وتشديد الميم، بمعنى: سكتوا ولم يجيبوا، وروي بالزاي وتخفيف الميم، بمعنى: أمسكوا عن الكلام. وقوله: "تَبكعني بها" أي: توبِّخني بهذه الكلمة. وقوله: "فتلك بتلك" قال الخطابي: فيه وجهان: أحدهما: أن يكون ذلك مردوداً إلى قوله: "وإذا قرأ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين، يجبكم الله"يريد أن كلمة "آمين" يستجاب بها الدعاء الذي تضمنته السورة أو الآية، فكأنه قال: تلك الدعوة معلَّقة بتلك الكلمة. والثاني أن يكون ذلك معطوفاً على ما يليه من الكلام "وإذا كبر وركع فكبروا واركعوا"يريد أن صلاتكم معلقة بصلاة إمامكم، فاتبعوه وائتموا به ولا تختلفوا عليه، فتلك إنما تصح وتثبت بتلك. وقال الإمام النووي في "شرح مسلم" ٤/ ١٢١: ومعنى"تلك بتلك" أن اللحظة التي سبقكم الإمام بها فى تقدُّمه إلى الركوع تنجبر لكم بتأخيركم في الركوع بعد رفعه لحظة، فتلك اللحظة بتلك اللحظة، وصار قدر ركوعكم كقدر ركوعه. (١) إسناده صحيح. المعتمر: هو ابن سليمان التيمي، وأبو غلاب: هو يونس ابن جبير. وأخرجه مسلم (٤٠٤) (٦٣) , وابن ماجه (٨٤٧) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد. قال أبو إسحاق- راوي "الصحيح" عن مسلم: قال أبو بكر ابن أخت أبي النضر في هذا الحديث- يعني طعن فيه وقدح في صحته - فقال مسلم: تريد أحفظ من سليمان؟! وهو في "مسند أحمد" (١٩٧٢٣).