للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسمى كاذبا أليس الرسول عليه الصلاة والسلام قد «قال لأبي السنابل لما أخبر بأن أبا السنابل قال لسبيعة الأسلمية: لن تنكحي حتى يمضي عليك أربعة أشهر وعشر، قال الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كذب أبو السنابل.» مع أنه ما تعمد الكذب لكنه قال قولا خاطئا فنحن نقول هذا كاذب سواء تعمد أم لم يتعمد فليس في نصوص الصفات، ولله الحمد ما يقتضي التمثيل لا عقلا ولا سمعا، ثم إن لدينا آية من كتاب الله عز وجل تمحو كل ما ادعى أن فيه تمثيلا وهي قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} . فأنت إذا جاءك نص إثبات فاقرنه بنص هذا النفي ولا تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض بل اقرنه به. فمثلا قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} نقول: وليس كمثل وجه الله شيء لأن الله يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وعلى هذا فقس، والأمر ولله الحمد ظاهر جدا ولولا كثرة الناس الذين سلكوا هذا المسلك أعني مسلك التأويل في قولهم والتحريف فيما نرى، لولا كثرتهم لكان الأمر غير مشكل على أحد إطلاقا؛ لأنه واضح ليس فيه إشكال، فلهذا نقول: يجب علينا أن نؤمن بأن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا هو نفسه كما نؤمن بأنه هو نفسه الذي خلق السماوات وأضاف الخلق إليه، وينزل إلى السماء هو؛ لأن الإضافة في "ينزل" كالإضافة في "خلق، ويخلق "، ولا فرق فالنازل هو الله، والخالق هو الله، والرازق هو الله، والباسط هو الله، وهكذا ولا فرق بينهما، والإنسان المؤمن الذي يتقي الله عز وجل لا يمكن أن يحرف ما أضافه الله إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>